فهم القدر من منظور علمى بهدى القرءان (2)
الدكتور زيد قاسم غزاوى رحمه الله
ملخص وشرح وإضافة الباحث: محمد عيسى محمد عيسى
حقيقة القدر او ما يعرف بالنصيب بمنظور علمى هناك فهم سائد لدى غالبيه
الناس فى هذا الموضوع ( القدر او النصيب)
والفهم السائد هو حياتك كتوبة ( اى مفروضة ومحتمة عليك ليس لك اختبار فيها)
مسبقا وانك تعيش هذه الحياة والنتيجة النهائيه مكتوبة ومقدره عليك مسبقا
الان نعطى مثال كان حياتك عبارة عن
سيناريو لمسرحيه او فلم مكتوب ومنتهى النتيجة وكل شئ منتهى وأنت تعيش هذا الدور
الان هذا الفهم السائد للقدر والنصيب له اثاره مدمره على حياة الانسان
وخاصة الانسان المسلم والمسلمين ما هى هذه الاثار ؟
اولا: تعليق التقصير فى الدراسة والتعليم والعمل على النصيب بمعنى انسان
قصر فى عمله و اذا عاتبته على هذا التقصير يقول لك قضاء وقدر
انسان امتحن وحصل على درجه متدنية وقليله يقول لك نصيبى فلا يحاسب نفسه
لتحسين وتطوير نفسه وليجتهد ويأخذ بأسباب القوه
# شئ اخر الشلل النفسى – ما معنى
الشلل النفسى هو انت اعضائك سليمة وتكون مثلا فى زواجك غير سعيد وتصبح فى ضيق تقول
نصيبى وعندما تقول ذلك الاحباط الذى تشعر به من اثر هذا الزواج غير السعيد يخرج
هذا الضيق على اطفاله وتظهر هذه المعيشه غير السعيد فى طريقه هو وزوجته فى تربيه
الاطفال ويتأخر هولاء الاطفال نفسيا من هذا التعامل وهذه التربيه كأنه يقوم بعمليه
تفريغ مشاكله فى اولاده
# مثلا انسان فى عمل غير سعيد بهذا العمل ولا يطيقه يقول نصيبى ويخرج هذا
الاحباط على العملاء وعلى سير العمل وجودته
# شئ اخر بما انك تؤمن بان حياتك مكتوبة مسبقا (( اى مفروضة ومحتمه عليك
ليس لك اختبار فيها)) ستكون فى هذه الحاله اكثر تصديق للناس الذى يسمون منجمون (
الذين يدعوا انهم قادرين على قراه الدور المكتوب لك فى هذه الحياة وأخبارك به )
ولذلك تزيد ظاهره التنجيم فى المجتمع من اثر هذا الفهم الخاطئ للقدر او النصيب
الان نريد ان نعرف هل هذا الفهم صحيح ام خاطئ
هناك قاعد فى القرءان الكريم الله يعلمك طريقه فى القرءان فيما اذا كان هذا
الراى صحيح ام خاطى او اقتناعك صحيح او خاطئ هو حسب الثمار
الله عز وجل يقول فى سورة ابراهيم الايه(24 الى 26)
(أَلَمْ تَرَ
كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ
رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ *
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ
مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ) صدق الله العظيم
الكلمه الطيبه كَشَجَرَةٍ الطيبه الله عز
وجل يربط بين الشئ وثماره
و كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ
كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ
اذا نريد ان نراى
الثمار ما هى الثمار لهذا الفهم السائد للقدر جيده ام غير جيده
طبعا ثمار سيئة جدا
اذا يكون هذا الفهم خاطئ ( الشئ وثماره) اذا ماهو الفهم الصحيح للقدر
بدل اللجوء الى الظن والى رائ فلان او فلان
نحن مرجعنا القرءان فاذا ذهبنا الى القرءان الله عز وجل يعلمنا حقيقة القدر
او النصيب ومفتاح ذلك هو التفكر فى سورة يونس الايه (14) (ثُمَّ
جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
صدق الله العظيم
اذا تفكرنا فى اخر الايه الكريمه
لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ # يعنى حياتك ليست
مكتوبه (اى مفروضه مسبقا عليك وانت ليس لك خيار فيها ) ولكن تصنعها باعمالك
لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فى المستقبل
لو كانت مثل الفهم الخاطئ للقدر لكان الايه لننظر كيف عملتم لان الامور
كتبت ومنتهيه
دليل على هذا الاستنتاج فى سورة النجم الايه (40:39)
(وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا
سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) صدق الله العظيم
وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى يعنى انت ماتتحصل
عليه فى الدنيا هو سعيك وعملك
لو كانت الامور مفروضه عليك لكانت الايه وان ليس للإنسان إلا ما اكتب له او
كتب عليه
لان السعى لا يغير القدر المكتوب
اذا اخواتى و اخونى القدر بفهم القرءان الكريم انت تصنعه بإعمالك و انت
ستحاسب على هذه الاعمال وهذا شئ منطقى
الان مثال اخر
هناك انسان غير سعيد فى زواجه ويقول لك نصيبى او يكون فى عمل لا يطيقه يقول
لك قدرى كده يكون فى وضع صعب ولا يسعى ليغير حاله لأنه يقول لك نصيبى وقدرى
الله عز وجل يقول فى سورة النساء الايه (97)
(إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ
كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُواْ أَلَمْ تَكُنْ
أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) صدق الله العظيم
اذا تفكرنا فى هذه الايه الكريمة
ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ # ممكن ظلم النفس
يكون بالفهم الخاطئ للقدر اذا كان عندك احباط وتقول هذا قدرى وهذا نصيبى هذا
الاحباط ممكن يكون ظلم لنفسك
فيما كنت قالو كنا مستضعفين #
يقول ظروفنا صعبه قدرنا نصيبنا لاحظوا الجواب اخوانى واخواتى
قالوا الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها
يلاموا لانهم لم ياخذوا اجراء عمل لتغيير حالهم
فلو كان الفهم السائد الخاطئ للقدر هو الصحيح لماذا يلاموا انهم لم يسعوا
لتغيير حالهم
الم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها
افعل اجرا لتغيير حالك اسعى لفعل شئ افضل لتحسين حالك ومستقبلك
لاحظوا اخر الايه
فأولئك ماؤاهم جهنم وساءت مصيرا
لاحظوا خطورة الموضوع
انت حياتك غير مفروض مسبقا عليك # بل انت تصنع حياتك بقراراتك وفعالك ثم
انت ستحاسب على هذه الافعال وهذه القرارات
الان نقارن بين الفهم الخاطئ السائد للقدر وفهم القران للقدر
الفهم القرانى للقدر والنصيب هو انت
تحاسب نفسك اذا قصرت فى عملك ودراستك بالتالى دائما تحسن نفسك وتأخذ بأسباب القوه
وتحاول ان تطور قدراتك طبعا هذا يرفع شان المجتمع ويعمل على رقى المجتمعات
2- موضوع الشلل النفسى انت غير سعيد فى زواجك او فى عمل ووظيفتك لاتحبها
تدرس شئ لا تحبه اذا انت سعيت لتغييرها يذهب هذا الشلل النفسى وتعيش حياة اطيب و افضل
و معطائه اكثر
اما انك تجلس وتتجمد وتقول هذا قدرى فهذا وضع انت الملام عليه وليس غيرك
3- بما ان حياتك غير مفروض عليك
اذا ميولك الى ان تذهب الى انسان يقول انه يعرف الغيب ويرى مستقبلك لأنه
مكتوب سوف يقل ولن تذهب لمثل هؤلاء الدجالون المنجمون
قارن بين نتائج الفهمين الفهم السائد للقدر والفهم القرانى
وفى النهاية اذكر مثال واحد
شخصيه معروفه جدا وهو اينشتاين فى
الفيزياء شخصيه معروفه جدا كيف ان هذا الشخص استخدم مفهمه للقدر
اينشتاين عندما كان يفكر فى نظريه النسبيه كان يعمل وهو شاب فى مكتب لبراءة
الاختراعات فلو كان عنده فهم للقدر على انه نصيبه وقدره هذا العمل وهذه الوظيفه
لقال خلاص هذا قدرى ونصيبى ولو عمل ذلك لما سمعنا وسمع الناس باينشتاين ولم يعرف
العلم الذى جعله الله سبب فى نشره وظهوره وكان لم يعرف وكان خسر كل هذا العطاء اما
الذى عمله اينشتاين انه سعى وترك هذا العمل وبدا يبحث عن عمل افضل وتعب واجتهد
ووجد النتيجة ولذا يجب ان تسعى
وأفضل سعى لك تفوز فيه فى الدنيا وتفوز فيه فى الاخره هو السعى لاعلاء كلام
الله عز وجل واظهاره وتوصيله للناس فاذا فعلت ذلك يعطيك الله اجر الانبياء لانها
كانت وظيفتهم وكانوا فى نفس الوقت يعملوا ليأكلوا
من عمل ايديهم فمنهم من عمل نجار ومنهم الحداد ومنهم من راعى الغنم لكنها لم تكن
الوظيفه الاساسيه بل السعى لاعلاء كلمة الله وتبليغ الرسالة هى الوظيفه الاساسية
فلا تعارض بل بالعكس عليك ان تستخدم كل ماعندك لاعلاء كلام الله وهو اصل
الجهاد فى سبيل الله ( السعى لإعلاء كلمة الله )
ما كان من توفيق فمن الله
وما كان من خطا او نسيان فمنى ومن الشيطان وأعوذ بالله
ان اذكر به و انساه واستغفر الله
العظيم
لى ولكم
رابط الحلقه
https://www.youtube.com/watch?v=kSP8tgyn-qE
لمزيد من المحاضرات والتفاصيل برجاء زيارة المدونه
https://mohammedeissamohammed.blogspot.com.eg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق