فهم القدر من منظور علمى بهدى القرءان (1)
الدكتور زيد قاسم غزاوى رحمه الله
الفهم الشائع عند معظم الناس
بان حياتك مسيره وليست مخير فيها اى انك
تسير حسب برنامج معين موضوع بان فى هذه اللحظه الفلانيه فى هذا المكان ستقوم بهذا
العمل وستقوم به شئت ام ابيت
طبعا هذا الفهم خطا كما سيتبين
فى هذه المحاضره بل ويتعارض مع القرءان الكريم ومع العقل
هناك حجه منطقيه تبين بان
الفهم لامر القدر غير صحيح اذا كانت حياتك كلها مسيره وأفعالك كلها مكتوبة عليك
(اى مفروضة وليس لك اختيار فيها)
اذا فعل انسان فاحشه فان
الاستنتاج هو ان الله كتب عليك هذه الفاحشة ولكن الله عز وجل يقول فى سورة الاعراف
الايه (28) اعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِذَا
فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا
بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) صدق
الله العظيم
فكيف الله عز وجل سيكون كتب
عليك الفحشاء والله عز وجل لا يأمر بها هناك تناقض وتعارض مع القرءان الكريم اذا
هذا فهم خاطئ
الان كيف نفهم منظور القدر من القرءان الكريم الله عز وجل يقول فى سورة ص
الايه (26)
(يَا دَاوُودُ
إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا
تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ
عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)
صدق الله العظيم
فالانسان اذا اراد اى معرفه واى معلومة يجب ان يرجع الى كتاب الله عز وجل
لان هذا هو العلم اليقينى لا ان تتبع
اهواء واجتهادات الاشخاص
( إِنَّا عَرَضْنَا
الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ
ظَلُومًا جَهُولا) صدق الله العظيم
الله عز وجل يقول انه عرض الأَمَانَةَ على السماوات والجبال فأبين
ان يحملنها وشفقن منها الان السؤال ما هى الأَمَانَةَ
لمعرفه الاجابه علينا التفكر فى
سورة الاسراء الايه (70)
(وَلَقَدْ
كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم
مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)
صدق الله العظيم
الله عز وجل يقول انه فضل بنى ادام على كثير من المخلوقات
الان هناك شيئ مشترك بين الناس
وسائر المخلوقات فى الوظائف الحيوية مثل التكاثر والتغذية ولكن هناك فروق رئيسيه
بين الانسان وسائر المخلوقات منها القدره على اتخاذ القرار الله عز وجل اعطى
الانسان القدره على اتخاذ القرار وطبعا هذا تشريف وتكريم لبنى ادام وهذه الصفه من
صفات الخالق عز وجل
الله عز وجل يقول فى سورة الرحمن الايه (29) (يَسْأَلُهُ
مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) صدق الله
العظيم
الله عز وجل لديه القدره على اتخاذ القرار فالله عز وجل اعطى من هذه القدره
للإنسان ( القدره على اتخاذ القرار ) وهذه القدره وهذه الهبه من الله عز وجل تتضمن
فيها
بان النتيجة النهائيه غير مكتوبة (
اى مفروض عليك) ولكن تصنع بقراراتك
الله عز وجل شاء ان يعطى الناس هذه
القدره ( القدره على اتخاذ القرار) وهذه تجعل النهاية لك من صنع قراراتك فأنت مخير
ولست مسير فى كل شئ
الان نرجع الى سورة الاحزاب (72)
( إِنَّا عَرَضْنَا
الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن
يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ
ظَلُومًا جَهُولا) صدق الله العظيم
الله عز وجل عرض الامانه وقبلها الانسان
وهى القدره على اتخاذ القرار يعنى انك مسؤول عن اثار افعالك واثار هذه
القرارات فالسماوات و الارض والجبال شعرن وعرفوا عظم هذه المسؤليه لأنك ستكون
مسئول ومحاسب عن اثار القرارات التى تعملها
الله عز وجل يقول فى الايه الكريمة
وحملها الانسان الله عز وجل اعطى هذه الهبه للإنسان وكان الانسان ظلما جهولا ما معناها ؟
اى ان الانسان اذا لم يعى لحجم هذه المسؤليه ولم يقم بها على الوجه الامثل
فانه سيكون قد ظلم نفسه ( بعدم تقدير هذه المسؤليه )
وجهولا اى انه ان لم يعى باهميه
هذه الهبه ( القدره على اتخاذ القرار) وصنع الامور حسب قراراتك اذا سخرتها فى ما يرضى
الله عز وجل وعملت القرارات التى ترضى الله عز وجل فالله عز وجل يعطيك اجر
الانبياء
اما اذا استخدمتها فيما يغضب الله
عز وجل فالعقاب شديد فى هذا الامر
تصديقا لهذا الاستنتاج ان النتيجة
النهائيه غير مكتوبة لحياتك ( اى مفروض عليك وليست للاختبار فيها) ولكن تصنع
بقراراتك فى سور يونس الايه (14)
(ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ
مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) صدق الله العظيم
اى فى المستقبل ولو كان امورك كلها مكتوبة ( اى مفروضه عليك وليست من اختياراتك وقرارتك) وانت فقط تعيش
برنامج مكتوب لقال الله عز وجل لننظر كيف عملتم
ارادتك # اذا هذا مفهوم القدر انت
مخير فى كل شئ ولكن لست مخير فى عدة امور منها
( الصحة – المرض – الحياة – الموت
)
اى متى ستولد ومتى ستموت متى سيصيبك بلاء او ابتلاء من الله عز وجل ومتى
ستشفى منه انت مسير ومجبر فيها ولست مخير فى ذلك
والله عز وجل سيحاسبك كيف صبرت على هذا البلاء
فى ماعدا تلك الامور انت مخير فى كل شئ مخير فى الرزق فى الزواج فى الدراسه
والتعلم فى كل شئ على سبيل المثال
الانسان اذا اجتهد فى الرزق وسعى الله عز وجل سيكافئه
اما الانسان اذا جلس فى منزله وقال الله عز وجل سيرزقنى لن يرزقه الله عز
وجل لأنه امره بالسعى لطب الرزق
# مثال الزواج الناس تفهم انه مقدر عليك ان تتزوج من هذه ومن تلك وهذا فهم
خاطئ
اذا كان شاب يختار بين اثنين او فتاة متقدم لها اكثر من شخص اذا انت اخذت بالأسباب
وسئلت عنهما وعن دينهم وأيمانهم وكل هذه الامور ستكون النتيجة مختلفة تماما عن ما
اذا لم تسال ولم تتحقق وتتبين ستكون نتيجه اخرى
اذا سئلت ستكون على بينه بمن ستتزوج وإذا لم تسال ستكون فى جهل وهذا طبعا
يصنع بقراراتك وليس امر مفروض عليك مسبقا
الان كيف يعرف الله عز وجل انك ستميل لعمل الخير او الشر#
اذا كان تصنع قدرك ومستقبلك بقراراتك كيف يعرف الله عز وجل انك ستميل الى
الخير او الشر
فى سورة غافر الايه (11)
(قَالُوا
رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا
بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ) صدق الله العظيم
ما هى الميتة الثانيه المذكور فى الايه الكريمة
الميتة الاولى هى موت الارواح والانفس التى خلقها الله عز وجل قبل خلق
الاجسام( عندما مسح الله عز وجل على ظهر ادام عليه الصلاة والسلام ### الحديث
قبل ما يخلق الله الاجسام الله عز وجل خلق الارواح لكل الناس ( روح محمد
عليه الصلاة والسلام روح عائشه روح ابو بكر روح فاطمة وهكذا) الله عز وجل خاطب هذه
الارواح فى القرءان الكريم فى سورة الاعراف (172)
(وَإِذْ
أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ
عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) صدق الله العظيم
الله عز وجل خاطب هذه الارواح و امتحن هذه الارواح امتحان روحانى قبل
الامتحان الجسدى فتمايزت هذه الارواح فى قربها من الله عز وجل فكان روح محمد عليه
الصلاة والسلام هى اقرب روح انسان لله عز وجل
هنا الله عز وجل يبين انه خلق الارواح وامتحنها وبعد ذلك امات هذه الارواح
وهذه كانت الميتة الاولى ثم هذه الحياة ثم الله عز وجل سيتوفى هذه الاجسام
مره اخرى فهذه الميتة الثانيه
بهذا الامتحان الروحانى يعرف الله عز وجل فيما اذا كان هذا الانسان ميال
للخير ام للشر
ليس انه يكتب على الانسان ان يعمل الخير او الشر لكن يعرف الله عز وجل انه
سيميل الى فعل الخير ام سيميل الى فعل الشر
طبعا هذه الحياة الدنيا هى فرصه اخرى لهذا الانسان ان يقرب الى الله عز وجل
ولا يعمل الامور التى تغضبه عز وجل
الحياة الاولى يعنى امتحان الارواح + الحياة الثانيه ( امتحان الروح +
امتحان مادى ( الجسد وحاجات الجسد والسعى لطب الرزق العلم ))
الله عز وجل يقول فى كتابه وَكُلَّ
شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً فى سورة الاسراء
الايه (12)
( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً
لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) صدق الله العظيم
حتى علم الله عز وجل ان الانسان سيميل للخير او الشر الله عز وجل يبينه فى
القرءان الكريم
فى سورة الرعد الايه (2) (اللَّهُ
الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى
يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)صدق
الله العظيم
يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء
رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
الله عز وجل يبين هذه الايات ويفصلها لعله يكون موقن بلقاء الله عز وجل
وعلى يقين من ذلك
# امثله على صدق هذه الاستنتاجات من القرءان الكريم
فى سورة الكهف الايه (81:80)
(وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ
مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا
أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا)
صدق الله العظيم
اذا تفكرنا فى هذه الايه
الكريمه الله عز وجل يقول وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ
مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا # الالف مثنى من الذى خشى العبد الصالح والله عز وجل فأنت ان كنت على
يقين من شئ فأنت لا تقول انا خائف ان يكون الامر كذا او يحدث كذا بل ستقول سيكون
الامر كذا او سيحدث كذا اما اذا كانت النتيجة النهائيه غير مكتوبة فستقول فخشينا
اذا يعلمنا الله عز وجل من هذه الايه الكريمة بان النتيجة النهائيه من جنه او نار
هى ليست مكتوبة عليك بل ستصنعها بقراراتك والشئ الاخر الطريقه التى عرف بها الله
عز وجل بان الغلام سيكون ميال للشر هى من الامتحان الروحانى الذى امتحنه لروح هذا
الغلام فى الحياة الاولى ( حياة عالم الذر) فمن هذه يعرف الله عز وجل ان هذا
الغلام ميال للشر وليس انه مفروض عليه ان يعمله
# مثال اخر فى سورة الاسراء (8)
(عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ
وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)
صدق الله العظيم
دليل اخر من كتاب الله عز وجل يؤكد ان مصير الانسان من جنه او نار وليس
مقرر مسبقا يبن الله عز وجل فى الايه الكريمة انه اذا عاد بنوا اسرائيل عن اعمالهم
التى لا ترضى الله عز وجل فنه سيرجع عن تعذيبهم فى الحياة الدنيا و الاخرة
اذا النتيجة النهائيه غير مكتوبة مسبقا ( اى مفروضة عليك) ولكن تصنع من قراراتك التى تتخذها الكل يقرر ويختار سواء الجن او
الانس
حياتك تصنع بقراراتك التى تعملها وليست مقرره مسبقا عليك
ما كان من توفيق فمن الله
وما كان من خطا او نسيان فمنى ومن الشيطان وأعوذ بالله
ان اذكر به وأنساه واستغفر الله
العظيم
لى ولكم
رابط الحلقه
https://www.youtube.com/watch?v=eFLXYBkGeJo
لمزيد من المحاضرات والتفاصيل برجاء زيارة المدونه
https://mohammedeissamohammed.blogspot.com.eg
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق